دراسة حديثة ….جائحة كورونا لن تنتهي قبل 2022
قال مجموعة من الباحثين المتخصصين بالأمراض المعدية والأوبئة في دراسة حديثة إن جائحة كورونا لن تنتهي قبل 2022، وذلك بعد أن يتحصن 60 إلى 70 في المئة من الناس ضد الفيروس. ووضع باحثون من مركز أبحاث وسياسات الأمراض المعدية (CIDRP) مجموعة من السيناريوهات اعتمادا على هذا الأمر، مشيرين إلى أن السيناريو الأرجح حدوث موجة ثانية من الإصابات في خريف 2020، وفق تقرير نشره موقع شبكة “سي إن إن”.
ودعوا كذلك إلى ضرورة استعداد الدول للموجة الثانية من الفيروس قبل نهاية العام الحالي، والتي يعتقد أن حدتها ستكون أكبر من الموجة الأولى التي نشهدها حاليا، إذ ستستمر أعداد الوفيات في الارتفاع بسبب الفيروس. وأعد الدراسة مايكل أوسترهولم، عالم متخصص بالأوبئة منذ عقدين ومدير مركز (CIDRP)، بالتعاون مع مارك ليبشيتش، عالم متخصص بالأوبئة في هارفرد، وكريستين مور، عالمة بمكافحة الأمراض الوبائية، والمؤرخ العالم جون باري، مؤلف كتاب “الإنفلونزا الكبرى” التي تتحدث عما حصل في 1918.
دراسة أوسترهولم، تقول إن الفرضية التي تتوقع أن تنتهي الأزمة قريبا بعيدة جدا عن العلم، ولن تبدأ بالتباطؤ الحقيقي إلا بعد أن يتطور ما يعرف بـ “مناعة القطيع” تدريجيا بين البشر، معتمدين بذلك على نماذج ما حصل في أوبئة معدية سابقة على مر التاريخ.
وأضاف أن تاريخ الأوبئة يكشف أن العدوى والانتشار من هذا النوع لا يتلاشى مع الصيف مثلما يحصل مع الإنفلونزا الموسمية، وما يخيف فيها طول فترة الحضانة التي تتجاوز 14 يوما أحيانا، وتشابه أعراضها مع أعراض الإنفلونزا ناهيك عن انتشارها بطريقة سريعة بين البشر.
وأكدت الدراسة أن الوصول لحصانة لدى غالبية البشر وفق أرقام الانتشار الحالية يعني استمرار تفشي الوباء ما بين 18 شهرا إلى 24 شهرا على الأقل. وقال الباحثون إنهم تفاجئوا من قرارات العديد من الدول برفع قيود الحد من انتشار الفيروس، مشيرين إلى أنها تجربة للحكومات ستكلفهم العديد من الأرواح خاصة في الأماكن التي ستفتح فيها الأماكن العامة من دون ضوابط، مشيرين إلى أن أنه حتى مع وجود لقاح فإن هذا لا يعني تأثر مسار الجائحة بشكل دراماتيكي.
دعت الدراسة إلى ضرورة توقف المسؤولين الحكوميين عن القول إن الجائحة ستنتهي قريبا، لأن انتشار الفيروس قد يستمر لفترة أطول، وفق ثلاثة سيناريوهات مختلفة.
السيناريو الأول الموجة الأولى التي بدأت في مطلع 2020 ستتباطأ في الصيف، لكن سيتبعها موجات انتشار لفيروس كورونا المستجد متلاحقة تستمر حتى 2021.
السيناريو الثاني ستحصل موجة انتشار كبرى في الخريف حدتها ستكون أكبر مما حصل في الربع الأول من 2020، وسيتبعها موجات انتشار أصغر في 2021، وهذا الأمر سيتطلب إعادة تدابير الاختلاط والتباعد الاجتماعي في الخريف لخفض انتشار العدوى، وهو نمط مشابه لما حصل في وباء الإنفلونزا الإسبانية خلال موجتها في 1918 والتي تلتها موجة أكبر في 1919.
السيناريو الثالث وهو استمرار موجة العدوى وانتشار فيروس كوفيد 19، وسيشهد العالم ارتفاعا في عداد الإصابات والوفيات، وفي هذه الحالة على الدول الاستعداد للأسوأ، ووضع خطط للتعامل مع ذروة الإصابات عند حدوثها وما سيرافقها من المآسي المؤلمة.
منبربريس-وكالات