الأمم المتحدة .. دورنا إنقاذ الأجيال المقبلة من ويلات اندلاع حرب عالمية ثالثة
تخوفات حقيقية بأن يتم توظيف الوباء وتداعياته الاقتصادية تحديدا لخوض حرب عالمية حتى وإن كانت محدودة، للخروج من أزمات ومشاكل عميقة اقتصادية واجتماعية داخلية، تعاني منها دول عظمى وخصوصا الولايات المتحدة.
في هذا السياق قد تلجأ الولايات المتحدة في عهد ترامب لتوظيف الاتهامات الموجهة للصين بالمسؤولية عن نشر الوباء للدخول في حرب معها وقد تتوسع الحرب لتنظم للصين دول أخرى مثل روسيا الاتحادية وإيران وفي المقابل قد تستقطب واشنطن دولاً أوروبية إلى جانبها .
وفي هذا الصدد يرى الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، أن تعاون الدول، الذي تم تجسيده بعد الحرب العالمية الثانية بإنشاء الأمم المتحدة، ساعد ويساعد في تجنب اندلاع حرب عالمية ثالثة.
وقال في مقابلة مع وكالة الأنباء الروسية “نوفوستي” ردا على سؤال حول خطر اندلاع حرب عالمية ثالثة؟: “أعتقد أن التعاون بين الدول، ومثاله إنشاء الأمم المتحدة في حد ذاته، ساعد على منع أهوال نشوب حرب عالمية جديدة، ويمكن أن يساعد أكثر في منع الحرب”.
وأشار إلى أنه بسبب مأساة الحرب العالمية الثانية، توحد المجتمع الدولي وقرر إنشاء الأمم المتحدة لتعزيز السلم والأمن الدوليين، وقال الأمين العام “كما يذكرنا ميثاق الأمم المتحدة، فإن الهدف الرئيسي للأمم المتحدة هو إنقاذ الأجيال المقبلة من ويلات الحرب”.
وأعلن الأمين العام للأمم المتحدة عن استعداده لزيارة روسيا بعد نهاية وباء فيروس كورونا للمشاركة في احتفالات عيد النصر على النازية في الحرب العالمية الثانية، بمجرد أن تحدد روسيا موعدها الجديد بعد تأجيل بعض فعالياتها بسبب جائحة كوفيد 19.
في نفس السياق وبمناسبة الذكرى الـ75 لانتهاء الحرب العالمية الثانية، نشرت الرئاسة الأمريكية فيديو احتفاليا مثيرا للجدل لم يذكر الاتحاد السوفيتي الذي لعب الدور الرئيس في دحر النازية وتحرير العالم منها.
وقال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في الفيديو: “في الثامن من ماي 1945 حققت الولايات المتحدة وبريطانيا الانتصار على النازية”، مشيرا إلى أن العلاقات بين الولايات المتحدة وأوروبا اليوم أقوى مما كانت في أي وقت مضى.
ويتجاهل هذا الفيديو بالكامل دور الاتحاد السوفيتي في دحر النازية، على الرغم من أن المعارك الحاسمة إبان الحرب العالمية الثانية جرت في الأراضي السوفيتية، حيث تمكن الجنود السوفيت من وقف تقدم العدو وإحداث تحول جذري في مجرى الحرب وتحرير أوروبا من النازية وصولا إلى برلين.
ولم تشارك القوات الأمريكية في الحرب ضد النازية في أوروبا حتى إنزال النورماندي 6 يونيو 1944، أي قبل أقل من عام من انتهاء الحرب التي انطلقت في 1 سبتمبر 1939 باجتياح قوات هتلر بولندا.
المعتصم البلغيتي المصطفى-وكالات