العثماني مُخاطباً “نواب المعارضة”: لا تسألوني عن أمور ليست من اختصاصي فأنا أعرف حدودي ولا أسمح في حقي”
عبر سعد الدين العثماني، رئيس الحكومي، لنواب المعارضة، قائلا : “ارحمونا بأسئلة منطقية ومعقولة”، وأكد على أن الخطاب السياسي عليه أن يكون خطابا مسؤولا، بعيدا عن السوداوية وتبخيس عمل الحكومة.
وقال العثماني، زوال اليوم الأربعاء، خلال تعقيبه على مداخلات الفرق النيابية، بمجلس النواب، بخصوص التوضيحات التي قدمها رئيس الحكومة المتعلقة بقرار تمديد فترة حالة الطوارئ بالمملكة، قال إنه ليس بإمكانه، وأنه خارج قدراته، الإجابة على بعض التساؤلات التي تهم مجالات ليست من اختصاصه :” اسمحوا لي ان اعطيكم تواريخ غير مضبوطة، انكم تسألون عن أمور اللي تواريخها على المدى القصير باتت معروفة لكن على المدى البعيد حتى واحد مكيعرفها غير الله”.
أيضا، يضيف رئيس الحكومة، ” تسألون عن متى ستفتح المساجد في وجه المصلين، او هل سيلغى عيد الأضحى، ليس بمقدوري الإجابة، ففتح المساجد والإبقاء على عيد الأضحى او الغاؤه، هي قرارات بيد أمير المؤمنين، وليس بيد رئيس الحكومة، ومادام عاهل البلاد لم يصدر أي قرار بخصوصها، فعيد الأضحى كاين، كما ان المجلس العلمي الأعلى أوضح الامور اليوم بخصوص المساجد، لهذا رجاء لا تسألوني عن أمور ليست من اختصاصي، فأنا أعرف قدري وأعرف حدودي، وفي نفس الوقت لا أسمح في حقي”.
وتعرضت الحكومة لعملية “جلد” واسعة من طرف فرق المعارضة، وذلك على خلفية “الارتباك” الذي بصمت عليه خلال قرار تمديد إجراءات حالة الطوارئ التي حددت ضمن شهرين، قبل أن تعدلها بشهر واحد في اجتماعها أمس الثلاثاء.
جاء ذلك في مجلس النواب ضمن جلسة عمومية للأسئلة الشفوية الشهرية الموجهة لرئيس الحكومة حول السياسة العامة، اليوم الأربعاء بمجلس النواب، حول خطة الحكومة لرفع الحجر الصحي.
وخاطب عبد اللطيف وهبي، البرلماني عن فريق الأصالة والمعاصرة، رئيس الحكومة بالقول: “لقد أتعبتم المواطنين من جراء تسريبات حكوماتكم المتكررة، تارة سترفعون الحجر، وتارة ستمددونه، وتارة ستخففونه”، مشيرا إلى أن “الحكومة كأنها مجموعة من الجزر السياسية المتفرقة، فلكل تصريحه، ولكل خطابه”.
وهبي انتقد ما اعتبره تسريب الوثائق، “إذ صار الحديث عن تمديد حالة الطوارئ الصحية لمدة شهرين، وحتى قبل أن يبت الجهاز الدستوري في المرسوم أصبح بيد المغاربة”، موردا: “المغاربة يحملون أسئلة عمن يقرر، بعدما اهتديتم وانتهيتم إلى شهر من التمديد، وليس شهرين”.
وأشار البرلماني المعارض إلى أن “هذه التغيرات المتواترة تعكس حقيقة ارتباك الحكومة وعجزها عن اتخاذ القرار وتبليغه”، منتقدا “تصنيف المدن إلى مناطق 1 و2، وعدم الإشارة بتاتا في مخطط التخفيف بمناطق الحجر رقم 2 إلى مصير وضعية الأطفال”، مردفا: “لم يخطر على بالكم أن تمنحوهم ولو لحظات للتنفس ونسيان ضغط الحجر الذي فرض عليهم من حيث لا يدرون”.
وانتقد وهبي “منح العثماني سلطات كبيرة للوزراء، وللولاة والعمال، وتخليه عن صفته ومهامه الدستورية كمؤسسة تنسق وتفوض السلطات”، متهما إياه بتهميش دور المؤسسات المنتخبة، وإبعاد دور مجالس الجهات، وزاد: “كل ذلك أبان عن فشلكم البين وعدم قدرتكم على اعتماد المقاربات التشاركية أثناء اتخاذ القرار”.
وأعلن فريق الأصالة والمعاصرة إلغاء الدعم السياسي الذي قدمه للحكومة منذ بداية هذه الأزمة، مؤكدا أنه قرر سحب أي دعم للخطوات المقبلة غير المحسوبة، “لكون قرارات الحكومة حتى الآن ما هي إلا خطوات فاشلة لا ترقى إلى طموحات المواطنين”.
من جهته انتقد عمر احجيرة، البرلماني عن الفريق الاستقلالي، رئيس الحكومة، سعد الدين العثماني، بالقول: “حكومتكم مرتبكة وخلطت الأمور على المغاربة بسبب التسابق حول التصريحات والتسريبات”، مشيرا إلى أن “تدبير الحكومة أربك المغاربة، وخلق صراعا بين النواب والمواطنين”.
وأكد البرلماني المعارض أن “رئيس الحكومة لا يقول أي شيء في جميع خرجاته الإعلامية، رغم التعطش الكبير للمعلومة لدى المواطنين”، منتقدا في الوقت ذاته “الخروج في غير وسائل الإعلام الوطنية وعدم استعراض المعطيات للبرلمان أولا”.
منبربريس