قائد يهرب «مقدم» من مقر “دائرة أمنية” والشرطة تحرر مذكرة بحث في حقه

عاشت المنطقة الأمنية الأولى بالرباط، نهاية الأسبوع الماضي، حالة استنفار أمني، بعد عراك نشب بين عون سلطة “مقدم” وشرطيين بحي المحيط، فأصيب رجل أمن بجروح خفيفة في معصمه، ونقل العون إلى مقر الدائرة الأمنية الرابعة، قصد التحقيق معه في الموضوع، بعدما أشعر الأمنيان رؤساءهما.

وأكد مصدر أن قائدا حضر إلى مقر المنطقة الأمنية لمعرفة تفاصيل الحادث، وطلب من رجال الشرطة فك الأصفاد الحديدية عن العون، وأثناء حديثه مع المسؤولين في الموضوع، صعد الموقوف إلى سيارة المصلحة الخاصة برئيسه، وانطلق مسؤول الإدارة الترابية بسرعة، تاركا مسؤولي المنطقة والدائرة في موقف حرج، في الوقت الذي كانت فيه فرقة للتحقيق التمهيدي تستعد لبداية التحقيق مع الظنين في محضر قانوني. تورد الصباح.

وحسب المصدر نفسه، أشعرت الضابطة القضائية وكيل الملك لدى المحكمة الابتدائية بالعاصمة بفرار العون من مقر الدائرة الأمنية، الكائن مقرها داخل منطقة أمن المحيط، وأمرت باستقدامه للتحقيق معه، لكنه اختفى عن الأنظار وأغلق هاتفه المحمول، وطلبت الضابطة القضائية من النيابة العامة بالتأشير لها على تحرير مذكرة بحث في حقه.

ووضعت التطورات المتسارعة مسؤول الإدارة الترابية ومسؤولين أمنيين كبار في قفص الاتهام، بعدما عبر الشرطيان عن سخطهما، فور تهريب المعتدي عليهما، دون تنازلهما له، وادعى أحدهما إصابته بجروح في معصمه على يد المقدم.

وعلمت مصادر متطابقة أن خلافا سابقا نشب بين القائد ومسؤولين أمنيين، بعدما استعان بمقر للأمن سابقا بمحيط قيسارية وادي الذهب بالرباط. وفور علم الأمن بالموضوع، حل مسؤولون أمنيون كبار، ضمنهم نائب والي الأمن ورئيس المنطقة ومسؤولون آخرون، عاينوا دخول وحدات من القوات المساعدة للمركز الفارغ، وأنجزوا تقارير في الموضوع، وهو مقر سابق للشرطة أحدث أمام مقر سكن أميرة في العقود الماضية، وظل شاغرا، فاستعان به القائد في حملاته الأمنية. كما سبق للقائد ذاته أن أغلق مقهى في إطار إجراءات الحجر الصحي، في الوقت الذي كان فيه مسؤولان أمنيان بالمنطقة يحتسيان فنجان قهوة، ولم يغادر مسؤول الداخلية المقهى إلا بعد إغلاقه.

وفي نفس السياق، وصل أمر تهريب القائد لعونه من مقر الشرطة إلى المفتشية العامة للأمن الوطني التي تحركت صوب مقر المنطقة الأمنية الأولى لمعرفة ظروف وملابسات عدم استكمال الأبحاث التمهيدية في موضوع ادعاء رجلي الأمن اعتداء العون عليهما، وما إذا كانت تجاوزات ارتكبها المسؤولون قبل إشعار وكيل الملك بالموضوع.

المصدر: الصباح/ منبربريس