سوء تدبير وإنجـازات مزيفة لمشروع ملكي كلـف الملايير بالبيضاء
أشعلت إنجازات وهمية لمشروع ملكي رصد له مبلغ 24.5 مليارا بمقاطعة سيدي عثمان وتعثره سبع سنوات، الحرب بين التجمع الوطني للأحرار والعدالة والتنمية، إذ انقلبت دورة أكتوبر الاستثنائية إلى “تشرميل” وتراشق بالكراسي، بين الحليفين في المكتب المسير للمقاطعة نفسها.
وتابع المدير الجديد لشركة العمران بالبيضاء، الذي حضر الدورة رسميا لتقديم توضيحات حول المشروع الملكي، مشاهد من أفلام “الأكشن”، إذ استعمل الطرفان كل ما يملكانه من ألفاظ بذيئة ضد بعضهما، كما تبادلا، بصوت عال، اتهامات بتحريف مشروع ملكي لتأهيل منطقة الهراويين الشمالية، واستغلاله لأغراض سياسية على حساب قاطني المنطقة. تورد الصباح.
واشتعلت الدورة، حين لمح نائب رئيس المقاطعة، والمنتمي إلى العدالة والتنمية، إلى وجود شبهة استغلال انتخابي للمشروع، منذ انطلاقه في 2013، مشيرا إلى إقحام الرئيس السابق للمقاطعة بصفته الشخصية، دون أن تتضمن الاتفاقية الخاصة بالمشروع أي التزام، مقارنة مع الشركاء الآخرين الذين، وقعوا على التزامات واضحة.
ولمح نائب رئيس المقاطعة في مداخلته في الدورة نفسها، إلى وزير سابق أعفاه الملك في أحداث الحسيمة، كان وراء هندسة هذه الاتفاقية بهذا الشكل، وكان مصيرها التعثر لسبع سنوات، ومازال المشروع الملكي لم يسلم إلى حدود الساعة.
وأثار التدخل أعضاء التجمع الوطني للأحرار على تدخل النائب الأول، واعتبروه تحاملا، وتملصا للمجلس الحالي من المشروع، رغم أنه شريك فيه، وظل يروج له عدة سنوات. وما كادت إحدى المستشارات من حزب “الحمامة”، تنهي تدخلها، حتى قاطعها عضو في العدالة والتنمية، وطلب منها التزام الصمت وتحمل المسؤولية باعتبارها حليفة في التجربة.
وتسبب العرض الذي قدمه مدير شركة العمران بالبيضاء في فوضى عارمة في الدورة، إذ في الوقت الذي دافع حامل المشروع والآمر بالصرف عن التطور الحاصل في جميع البرامج المبرمجة (طرق وإنارة عمومية ومرافق وملاعب للقرب وفضاءات اجتماعية…)، اعتبر عدد من المنتخبين أن ما أنجز لا يرقى إلى طموحات السكان الذين انتظروا سبع سنوات من أجل إخراج هذا البرنامج للنور.
واتهم منتخبون بتهريب مشاريع مبرمجة إلى مناطق أخرى (مثل تحويل ملاعب القرب إلى بلوك 12 القريب من الطريق السيار)، ثم هدر أموال البرنامج في مشروع هيكلة طريق عبد الرحمان الصحراوي والطريق المؤدية إلى مشروع الفضل.
واتهم محمد معيط، رئيس المقاطعة، شركة العمران بسوء تدبير المشروع برمته، مؤكدا أن ما أنجز لحد الآن، لا يمثل سوى 10 في المائة من انتظارات السكان.
المصدر: الصباح/ منبربريس