ألعاب تغزو الأسواق تهدد حياة الأطفال!
المعتصم البلغيتي المصطفي – الدار البيضاء
مشهد يتكرر كل سنة، أهازيج، فرجة، إيقاعات تتخلل الشوارع والأزقة، واستعدادات طيلة الأيام التي تسبق اليوم المنشود لدى الأسر المغربية.. إنه يوم “عاشوراء” الذي يحل في العاشر من شهر محرم من السنة الهجرية،
ويرتبط إحياء هذه الذكرى بتقاليد وعادات خاصة ومميزة، من بينها شراء الألعاب للأطفال، حيث تنتشر في هذه الفترة تجارة الألعاب البلاستيكية كالدمى والمسدسات المائية وغيرها من الألعاب، الأمر الذي يدفع بعدة تساؤلات ومخاوف متعلقة بالخطر الذي قد تشكله وتسببه هذه الالعاب على الأطفال، حيث من المفروض أن تخضع للمراقبة، وعن مدى قابلية استعمالها من دون ضرر، والتأكد كذلك من أنها لا تشكل أي خطر على الطفل أثناء اللعب، سيما أن معظمها نجهل مكوناتها التي قد تشكل خطرا على صحة الأطفال، ونخص بالذكر هنا الالعاب التي تغرق الأسواق الشعبية والمتراوح سعرها ما بين 5 دراهم و20درهم، والتي من تمنها تبين مدى قلة جودة المنتوج.
غياب رقابي مستمر وقلة وعي
قلة وعي من قبل بعض الأسر حول كيفية انتقاء الألعاب المناسبة لأطفالهم، يذهب العديد من الأطفال ضحايا لألعاب أبهجتهم وأدخلت السرور إلى قلوبهم، مقابل “جشع” بعض التجار الذين أعماهم الطمع وتاجروا بأرواح هؤلاء الأطفال، فهناك العديد من ألعاب التي يمنع دخولها وبيعها في الأسواق المغربية الا أننا نجدها معروضة ومفروشة في الأسواق الشعبية بأسعار رخيصة، الشيء الذي يجعل منها محطة لأنظار المارة خاصة الأطفال.
مسدسات مائية، ألعاب الليزر، الكرات الملونة، السيارات البلاستيكية الألعاب النارية…. ألعاب منها من قد يحتوي على مواد بلاستيكية مسرطنة، ومنها من يهدد سلامة الأطفال ويعرضهم لخطر حقيقي في ظل التجاهل الرقابي لهذه الأسواق.
محمد صاحب أحد المحلات المخصصة لألعاب الأطفال بدرب عمر بالدار البيضاء، يؤكد ان جميع الألعاب الواردة الى أرض الوطن من طرف التجار المغاربة تخضع الى مراقبة مشددة من طرف الجمارك، حيث يتم نقل الألعاب الى المختبرات المسؤولة عن كشف جودة وصحة المواد المستعملة لصنعها، عكس التجار القادمين من اسيا، الذين يتم التساهل معهم في الإجراءات، مما يتسبب في دخول بعض الألعاب المصنوعة بمواد قد تكون خطرا على صحة الأطفال، حيت تتحلل بسرعة وتنكسر بسهولة، وفي بعض الأحيان يشكو الزبائن من حساسية جلدية تظهر لدى الأطفال، مشيرا الى أنه يسمح بدخول بعض الألعاب الخطيرة كالمتفجرات بشكل غير قانوني، اما بخصوص الصناعة الأوروبية يؤكد محمد انها تراعي المواصفات والمعايير المتعارف عليها، لكن يبقى تمنها باهض ويفوق القدرة الشرائية للمواطن المغربي البسيط “هدشي لي كخليهم امشيو لسلعة الشينوة”.
وفي نفس الصدد، أضاف أحد التجار بدرب عمر الذي تحفظ على ذكر اسمه” ان سبب وجود ألعاب لا تتوفر على جودة الصنع، والتي یكون معظمها بأقل ثمن، راجع الى دخولها لأرض الوطن بشكل غیر قانوني ومجهولة المصدر رغم المجهودات المبذولة لإيقاف ھذا المشكل.
دراسات وسم مزمن
من جهتها أكدت العديد من الدراسات الطبية، أن البلاستيك المستخدم في بعض ألعاب الأطفال المستعملة لا يراعي أحدث قواعد السلامة وربما يشكل خطورة على صحة الأطفال، وكما هو معروف أن هناك العديد من المعايير لصناعة الالعاب، منها نسب الرصاص وطريقة تثبيت المغناطيس الذي يدخل في صناعتها، وأن لا تتضمن مواد سامة أو أطرافا حادة، وأن تكون الالعاب البلاستيكية قابلة لتحمل درجات حرارة مرتفعة وتتمتع بخاصية القوة والمتانة لتتحمل حركة الاطفال، وأن تكون الأخشاب الداخلة في تركيب لعب الأطفال خالية من التصدعات والشقوق والتعفن، وأن تكون الالعاب المصنوعة من الحديد مقاوِمة للصدأ.
ومن المواد المحظور استعمالها في صناعة الالعاب نترات السيليلوز أو المواد السريعة الاشتعال الشبيهة به كنترات الأمونيوم…
وبحسرة وملامح تشوبها نظرة الأسف فتيحة احدى الأمهات التي صودفت هي وابنها في احدى محلات بيع الألعاب، تقول “وليتي تخاف تشري لوليداتك العاب رخاص، غير الله احفظ اوصافي”، معللة ذلك بمثل مغربي معروف “عند رخصو تخلي نصو”، هذا وأوضحت ان اغلب الاباء لا يأخذون بعين الاعتبار مكونات اللعبة عند الاقتناء.
وينتج عن وضع الأطفال هذه الألعاب في أفواههم تعريضهم لمستويات أكبر من المواد الكيماوية، الذي قد يسبب تسمم مزمن، وهو حالة التسمم الناتجة عن تناول متكرر ومستمر لجرعات من مادة سامة على مدى فترة طويلة، حيت تؤكد اغلب الدراسات على ضرورة الانتباه أكثر للمخاطر المحتملة المرتبطة والألعاب البلاستيكية القديمة البراقة الشكل، الصغيرة والتي يمكن للطفل وضعها في فمه”.